ritأخبارمقابلة

كاتب سلسلة “الفيافي” في مقابلة مع “تدوينات ريم”

بسم الله الرحمن الرحيم
قرائنا الكرام نرحب بكم في بداية دردشة جديدة من دردشات ريم
ضيف دردشتنا اليوم شاب موريتاني متخصص في الجيولوجيا وهو بالإضافة إلا التخصص كاتب “جاد ساخر” في آن “إن صح التعبير”
هو صاحب سلسلة الفياف

الشاب محمد لغظف ولد أحمد
أرحب بك ضيفي بداية س. إذاكانت هنالك ورقة تعريفية أشمل للقارئ الكريم عنكم؟

ج. الله الحمد من كل ما يحب أن يحمد به على كل ما يحب أن يحمد عليه، وعلى محمد صلاة وسلام دائمان ابد الدهرَ.
أشكركم على إتاحة الفرصة، وأشيد بنشاطكم الوحيد من نوعه حسب علمي. سماني الوالد بـ محمد لغظف، واختلف معه أبوه وأمي فسمياني باسمي الذي في أوراقي المدنية وهو “ابوه”، لكن محمد لغظف أقرب إلي من “ابوه”، لذلك اخترت هذا الاسم في الفيسبوك. مواليد

1991-1992، عشت وتربيت في انواكشوط وفيها ولدت وهي
أحب المدن الموريتانية إلى قلبي.
الهوايات: الاستماع إلى الآخرين، تربية الصغار، لعب كرة القدم.

س. عرفتك في مقدمتي علي أنك جيولوجي
ما علاقة تخصصك بالكتابة؟
ج. لا غرابة في ذلك، ققد تجد إنسانا متعدد التخصصات، لأن العلم غير محصور في “الحرم الجامعي”. وقد أعجبني فيلم “الهروب من شاوشانك”، وباختصار فإنه يحكي قصة مصرفي ناجح حُكم عليه بالمؤبد، ثم استطاع الهرب بواسطة الجدران مستغلا معرفته بالجيولوجيا بالرغم من أنه مصرفي.
ولا أتفق معكم أنه “تخصص”، بل هو هوس أرجو أن يُـبلّغني مرحلة النضج في يوم من الأيام.
س. كيف كانت بدايتكم مع الكتابة؟
ج. هل تقصد الكتابة في الفيسبوك ؟
س. الكتابة هي الكتابة فقط بغض النظر عن وسيلة إيصالها للقارئ.
ج. حسن، قبل الفيسبوك لم يكن هناك قُراء، فقد كان القارئ الوحيد لما أكتبه هو الأستاذ في الثانوية، أو المعلم في المدرسة، وفي السادس ابتدائي كنتُ أخاف أن أكتب نصا لا ينال إعجاب المعلم، فأعقد في المنزل “مؤتمرا لأصدقاء محمد لغظف”، وكان المدون حمود ولد محمد الفاضل كثيرا ما يساعدني في الإنشاءات، جزاه الله خيرا.
س. مانظرتكم للتدوين في موريتانيا حاليا؟
ج. يكادُ لا يُصدَّق لهوله، فعلى صفحات الفيسبوك مثلا، يكون التفاعل بين الأشخاص في قمته، حتى أنك لا تجد مثله في حسابات المغاربة على الفيسبوك، بالرغم أن المشتركين في الفيسبوك من المغرب أكثر بكثير من المشتركين في موريتانيا. ولا يسعني هنا إلا أن أبدي إعجابي بمدونين رائعين لكل منهم بصمته الخاصة، منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور تياه ولد الحسن، والأستاذان لمهابه ولد بلال ومحمد الأمين الفاظل. ومن الشباب يسلم محمود وحميد ولد محمد وتينجه وسلمى وامغيلي ومزيد وآمال وأحمد محمود بيلاهي. والكثيرون ممن أعتذر عن عدم ذكرهم. وقد اقتصرتُ هنا على الذين لم يكونوا معروفين قبل الفيسبوك، فإذا كانوا قد اشتهروا في هذا العالم، فذلك بسبب أقلامهم الرائعة.
لكن كثرة العامل الشبابي وقلة كبار السن في الفيسبوك تعدان من أبرز السلبيات، لأن الشباب متسرعون ومتعجرفون بطبعهم وفطرتهم، ولهذا السبب تكثر المناوشات بين بعض الأطراف، فنحن أحوج ما نكون في هذا العالم إلى بعض كبار السن من الذين نضجت أفكارهم، وطابت ثمارهم، لكي يرشدونا ويدلونا على الطريق الصحيح.
س. كيف نستفيد من مواقع التواصل الاجتماعي برأيك؟
ج. بسيط جدا، أما من ناحية الإقلال والإكثار منها فهي كالطعام، نحتاج إليه ولكن لا نكثر منه حتى لا يضرنا. ومن ناحية الاستعمال، فإن الإنسان العاقل يعلم ما ينفعه وما يضره، يعلم ما عليه أن يقرأه وما عليه تجنبه، يعلم ما عليه أن ينشره وما عليه ألا ينشره. وبعد هذا يحرص على أن يُـسلم أصدقاؤه وأي شخص آخر من لسانه وقلمه. وهذا هو ما جعلني لا أكتب إلا عن “محمد لغظف” أو شخصيات غير معروفة أو غير موجودة أصلا، وذلك لعلمي بهوس الإنسان بعيب أخيه، ولن يلومني أحد إذا عبت نفسي أو “جوغت” فيها. وكتلخيص فإن الاستفادة تكون بمقدار عقل المستفيد. والله أعلم.
س. سلسلة الفياف..
سلسلة طريفة وعميقة ماسر إنتهاجك لهذا الخط؟
وكيف ولدت فكرتها؟
ج. سأعترف بشيء، لقد جاء خطي التحريري في الفيسبوك لأسباب، من أهمها لفت الانتباه والبحث عن الشهرة والصيت. جاءت في البداية سلسلة الحمار من أربع حلقات، ثم سلسلة “اخروجُ” من 60 حلقة، وقد لاقت رواجا كبيرا. ثم كان لزاما علي أن أنهيَ سلسلة “اخروجُ” وأبدأ في سلسلة جديدة كي لا يمل القارئ، ومن هنا جاءت سلسلة “الفيافِ”، وأصر دائما أن أحذف الياء ليبقى عنوان السلسلة غير جِدي. أما بالنسبة للفكرة فإني بعد أن انتهيتُ من سلسلة الحمار، قررتُ أن أبدأ سلسلة جديدة فجاءت سلسلة “مُـتَـنبّيات” وهي سلسلة مملة و”ماسخة” آخذ في كل حلقة بيتا للمتنبي وأسقطه على واقعة معينه، وقد توقفت عند الرقم 20. بعد ذلك بدأتُ في سلسلة “اخروجُ”، فكان عنوانها هو بداية نجاحها، لأن الناس يبحثون عما يُسليهم ويُدخل عليهم السرور. وقد انتهجت في هذه السلسة طريقة سرد أبي بحر الجاحظ رحمه الله. وأذكر جيدا أن بداية شهرتها كانت بعد حلقة المغني في صلاته. ولما انتهت هذه السلسلة، جاءت بعدها سلسلة “الفيافِ”، وكانت أنضج وأقوى من ناحية الإعجابات والانتشار، وكنتُ مضطرا في الحلقات السبع الماضية منها أن أقلد المقامات قليلا كي لا يمل القارئ. ولم تبق سوى ست حلقات من هذه السلسلة.
س. في الفياف أثنين- لغظف الرومانسي
…كنت تحب إفريقيا التي من معالمها برج إفل وسور الصين العظيم…
لماذا إفريقيا وهل معنى الكلام أنك لم تعد تحبها؟
وفي الفياف الثالثة شخصيات أعجب بها ولد لغظف “لم تذكرني من بينها” للتنبيه
من من الشخصيات الموريتانية يعجب لغظف ويأثر فيه؟
ج. بالنسبة لسؤالك عن أفريقيا فتلك الجملة كتبتُها كنوع من “الكوميديا الكاذبة”، وقد عُرف هذا الفن قديما، ومن ذلك مايروى عن أعرابي أن إنسانا سأله قائلا: “صف لنا ابنَ عمر رضي الله عنه”، فقال: “كان ابن عمر يَـحفُّ شاربَه حتى يبدوَ بياض إبْـطَيْـه”.. أما الشخصيات الموريتانية التي تُعجبني فإني أصبحت معجبا بك مؤخرا (أقول ذلك بدافع دبلوماسي بحت). يُـعجبني من السياسيين ولد مولود ونائبه ولد بدر الدين الذي أستفيدُ من قاموسه السياسي كثيرا عندما أسمعه يتكلم بغض النظر عن أفكاره. ويُعجبني من الصحافة الدكتور الحسين ولد امدو. ويعجبني كل من أدى دوره بأمانة، سواء كان سياسيا أو صحفيا أو صاحب دكان أو بائع تعبئة المحمول.
هههههه
شكرا
أقولها أنا أيضا بدافع دبلوماسي
س. هل تأثر لغظف بالجاحظ وبن المقفع؟
وهل يكمن برأيك إسقاط التراث العربي علي الواقع الموريتاني الآن؟
ج. لم أتأثر بهما وحدهما، بل تأثرت بكل أديب قديم أو معاصر، عُرف بقلة التكلف وآتاه الله الملكة، ولهذا السبب صرت أكره كثيرا من شعر شعرائنا، لما قد تجدُ فيه من التكلف. وبالنسبة للتراث العربي، فهو تراثٌ جميل، ولم يسما تراثا إلا لأنه مضى وانقضى أغلبُه. وبالطبع نستطيع إسقاطه على الواقع، والأمثلة على ذلك كثيرة نجد من الحشو ذكرها. ولكن بعض التراث لا ينبغي حملُ العامة عليه، وإذا أراد إنسان أن يطبق ما فيه من التجارب فليطبق ذلك على نفسه، وذلك مثل تراث أبي العلاء المعري وأدبه، فمن أراد أن يقلد أبا العلاء في اعتزاله للدنيا وللمرأة، وفي هجرتِه لأصحاب القرار، وفي ابتعاده عن السياسة، وفي تحريمه لذبح الخروف والدجاجة وأكل بيضها إلى غير ذلك، من أراد هذا فليلزم به نفسه فقط ولا يتعد ذلك.
س. هل قدمت موريتانيا جديدا للثقافة العربية؟
ج. حتى الآن يعتقد الموريتاني ذلك اعتقادا جازما. لكنا بحاجة إلى أن نبرهن ذلك للعرب بإرسال سفراء واعين عالمين بالأدبيات الموريتانية، ساعين إلى نشرها في العالم العربي، ساهرين على تحقيق ذلك. والله أعلم.
بالمناسبة لا يسعني إلا أن أذكر في هذا الباب سفيرينا الرائعين، العلامة محمد سالم ولد عدود و الدكتور جمال ولد الحسن رحمهما الله.
س. قرارا اتخذته وندمت عليه؟
ج. شراء 3G+ موريتل .)ممزاحة)هههه
س. كتاب قرأته؟
ج. بغية الراغبين في شرح نصيحة حماد بن ألمين.
س. موقف أضحكك..
وآخر أحرجك؟
ج. طيب
موقف أضحكني لا أذكره الآن.. موقف أحرجني هو حينما وجدني الوالد في السنة الماضية أغني أغنية ديمي رحمها الله “قد أيقظت دمن”، حينها نمتُ ولا أزال نائما إلى الآن.
س. أخي لغظف رأيك في فكرة تدوينات ريم
ودردشات ريم بشكل خاص
وإن كان هنالك رأي أو مقترح.؟
ج. الفيسبوك حدث تاريخي وسينتهي في يوم من الأيام، ولا بُد للتاريخ أن يُدون لكي لا يضيع، من هنا تأتي أهمية الدور الذي تلعبونها والثغر الذي تسدونه. أقترح عليكم المواصلة والاستمرار، وقد قال الأول: “إن من الصفوة أقواما منذ استيقظوا ما ناموا، ومنذ قاموا ما قعدوا، فهم في صعود وترقٍّ”…
أتمنى لكم التوفيق.
س. في الواقع وددت لو أواصل الحديث معك لكن تعرف “الوقت”
أشكرك شكرا جزيلا ضيفي محمد لغظف ولد أحمد علي قبول الدعوة وأشكرك كذاك علي الوقت الذي خصصت لنا.
ج. العفو. تشرفت بكم.
كما نشكرم قرائنا الكرام وإلي دردشة جديدة أطيب التحايا وإلي اللقاء.أجري الدردشة:المصطفي ولد محمدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى