تدوينات ريم ـ مقابلات ـ ضيف دردشة الليلة الإعلامي والمدون الشهير الشيخ ولد المامي.
س: الصحفي الشيخ ولد المامي، هل تستحضر أول تجربة عمل إعلامي ميداني مع رمضان؟
أهلا بك مصطفى أشكركم على الاستضافة وأرجو لكم صياما وقياما مقبولين ، كما أهنئ طاقمكم بمناسبة العيد الدولي للصحافة ، وبخصوص السؤال كانت أولى تجاربي الرمضانية مع برنامج تفاعلي في إذاعة كوبني تحت عنوان: دردشات رمضانية ، وكانت تجربة فريدة ، أتذكر أنها فكرة الزميل عبد الله العتيق ، وكانت دورية بين عدد من الزملاء ، لكنها في الأخير ثبتت علي وأصبح برنامجي الرمضاني الثابت ، تعرفت من خلاله على الكثير واستفدت أيضا من خلاله الكثير من الشهرة.
س: تعرضت مؤخرا للتوقيف بسبب تدوينات تنشرها ما الذي استفدته من تلك المحنة؟
استفدت من خلال محنة الاعتقال الكثير من الدروس ، بعضها احتفظ به لنفسي ، والبعض الآخر يتعلق بالتعرف على حقائق لم أكن لأطلع عليها لولا الاعتقال ، ورغم أن الاعتقال مدان في حد ذاته ، إلا أنه يمنحك درسا لن تستفيد منه خارج المعتقل ، تتعلم من خلاله من تكن وما هي حقيقة محيطك ، ومن هو صديقك الحقيقي ومن عدوك ، وما هو الفرق بين الصحفي والبشمركي.
س: أعلنت خلال الأيام الماضية دعم الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، ما الدافع لذلك خصوصا وأنك كنت معارض شرس؟
دعمي للرئيس غزواني كان قرارا شخصيا ، ورغم أن البعض تحدث عن صفقة إلا أن ذلك عار تماما عن الصحة ، فالمعارضة ليست موقفا ثابثا ، كما الحال بالنسبة للموالاة ، فحينما أجد أن الإيجابيات في هذ الصف أو الجهة تغلب على السلبيات فإن الموالاة تكون خياراً مطروحا ، لأننا في الأول والأخير لا نريد أن نتخلف عن ركب الإصلاح ، والرئيس غزواني حسب تتبعي أجد أنه يسعى بسير حثيث نحو الإصلاح ولذلك فليس من الوجاهة أن أتخلف شخصيا عنه في هذه المرحلة.. بغض النظر عن أي موقف سابق ، لأن لكل مقام مقال ، ولكل مرحلة قاموسها ومفرداتها.
س: رمضان في ظل الظروف الحالية الحجر وكورونا، هل تغير شيئ في حياة الشيخ المامي؟
ليست هناك اي تغيرات كبيرة على حياتي الشخصية في رمضان ، اللهم إلا إذا تحدثنا عن رياضة ما بعد الافطار ، أما بقية مفردات حياتي الرمضانية فلم تتأثر كثيرا بالحجر الصحي ولله الحمد.
س: في منظورك ما الذي ينقص صحافة موريتانيا حتى تكون بقدر المسؤولية المطلوبة؟
اعتقد أن السؤال الذي ينبغي طرحه على ما ذا تتوفر الصحافة كي تكون ، فللأسف الصحافة المحلية بنيت على النواقص وأعذر الاستاذ عبد الله ولد سيديا حينما يسميها صحافة الكوكب الآخر ، وطبعا أكبر النواقص التي تعاني منها متعلقة بأخلاقيات الصحفي ، وماذا يعني أن تكون صحفيا ، وماذا يرتب على اختيارك في هكذا تخصص ، إضافة لأبعاد كثيرة تتعلق بالتكوين والتمويل والمهنية وغير ذلك.
س: خضت تجربة إعلامية مسموعة ومارست الكتابة الصحفية، في أي التجربتين وجد الشيخ نفسه؟
رغم أن الكثير من الناس يطلبون مني بشكل يومي أن خوض غمار المسموع والمرئي ، ورغم أن التجربة في المسموع كانت نتائجها شبه جيدة ، إلا أنني شخصيا أجد نفسي أكثر في الكتابة ، لأن الكتابة تفتح لك آفاقا أكثر للإبداع ، كما أن إبداع الكتابة يبقى لصيقا بصاحبه أكثر من المؤسسة الناشرة ، عكس المسموع والمرئي ، اللذان تشترك فيهما المؤسسة الناشرة مع صاحب الإبداع ، وإن كنت أظنك ستتهمني بالأنانية ، إلا أنني مثل “العيش” لا أحب الشريك.
س: ما الذي يعنيه لك..التواصل الاجتماعي، الحقوق، السياسية، الاسلاميين؟
التواصل الاجتماعي بالنسبة لي مسألة إدمان لا خيار فيها ، وبالتالي فمن غير الموضوعي أن تعتبر رأي مدمن في المادة التي يتكيف منها.
أما الحقوق فهي الهاجس الذي يصاحبني في حلي وترحالي حيث أومن بالمساواة جدا ، وأكره الحيف كره العمى ، حتى ولو كان ذلك الحيف سيؤمن لي امتيازات خاصة.
اما السياسة فهي بالنسبة لي تلك الخطيئة التي لا يبرر ارتكابها إلا عدم توفر العيش الكريم بدونها.
أما الإسلاميون فهم تلك المؤسسة التي يجب أن نحترمها حتى ولو لم ننضوي تحت لوائها.
س: حصلت معك مواقف حرجة وأخرى قد تكون طريفة، هل تستحضر نماذج منها؟
بالنسبة للمواقف التي تعترينا أثناء العمل نحن العاملون في المؤسسات التي تقوم على المجهود الشخصي، هذه أكثر من أن أعدها، من ضمنها المحرج والمخزي ، والطريف ، وغيره.
أما المواقف الأخرى فأتذكر أن قياديا من حزب الله خلال زيارة له لموريتانيا زارنا في إذاعة كوبني وطلب منا أن ننظم له مناظرة سياسية مع أحد علماء البلد السنة الذين لهم إلمام بالسياسة، فوافقت الادارة وطلبت مني أن أتولى تنظيمها ، فاتصلت على أحد كبار علماء البلاد وأكثرهم قداسة في نظري ، وشرحت له الأمر فطلب مني أن أتصل عليه بعد ربع ساعة ، وبعد عشر دقائق اتصل رئيس “الهابا” على مدير الإذاعة وأخبره أن مدير الأمن طلب منه أن يوقف تلك المناظرة بطلب من الشيخ الذي اتصلت أنا عليه كي يشارك فيها.
كان هذا الموقف من أغرب ما حدث معي في الإعلام.
س: دولة لا ترغب في زيارتها، وأخرى تتمنى العيش فيها؟
طبعا ليست لدي أي مواقف من أي دولة بعينها ، صحيح أنني أكره سياسات كل الدول التي تتدخل في شؤون البلدان الأخرى ، ورغم ذلك فأنا أحب بلدانا كثيرة وأجدها مكانا ملائما للعيش رغم أنها ترمى دائما بالتدخل في شؤون الغير ، لكن أكثر بلد أحب أن أعيش فيه بكل بساطة هو موريتانيا.
—
نشكركم الاعلامي الشيخ المامي على المشاركة معنا في حلقة الليلة من دردشات رمضانية.
والشكر موصول لكم زميلي مصطفى ولكل طاقمكم وكل سنة وانتم طيبون.