ritأخباررأي الكتاب

المدون والإعلامي البارز حبيب الله يكتب..(ومايعلم جنود ربك إلا هو )

قبل سنوات كنت فى المستشفى الوطني
مع أحد المرضى
صادف ذلك ليلة رأس السنة
قبيل منتصف الليل أذن الاطباء للمريض بالانصراف بعد تحسن وضعيته
خرجت بالسيارة من الباب الرئيسي
كان الجو صاخبا أينما يممت سيارات فارهة منبهاتها فى عنان السماء وسطها وفوقها شباب وفتيات يصرخون بجنون ترحيبا بعام جديد وتوديعا لعام منصرم
احترت ونحن نخرج من بوابة المستشفى كيف والى اين ومن اين سنخرج والشوارع مغلقة بالكامل ورجال الأمن تنظمهم زحمة فشلوا فى تنظيم مرورها
باتجاه العاصمة لاطريق
محور الامم المتحدة وسفارة فرنسا مستحيل
اتجاه العيادة المجمعة مغلق
محور السبخة الميناء مسدود
شارع جمال عبدالناصر مغلق تماما بكل محاوره
إذن لا وراء ولا أمام
لا يمين ولايسار
لا تحت ولافوق
العاب نارية ورقص وعري ومجون لايحترم مريضا يتالم ولايابه بسيارة اسعاف ولاسيارة إطفاء
عند منتصف الليل( رحلت العاصمة ) ورجت رجا ودكت طرقاتها دكا
لم تستطع وحدات الأمن بمختلف فصائلها فتح الطريق
بقيت فى طابور من السيارات متوقف قسرا ولاعلاقة لمعظم السائقين والركاب باحتفالات سنة لايعرفون راسها من رجلها ولاوجهها من قفاها
لم استطع التحرك من زحمة تلك الليلة الرهيبة إلا قبيل الفجر
كاننى فى مدينة ليست عاصمة لبلد مسلم
مشاهد قبيحة سيارات يلعب بها مراهقون و مراهقات موسيقى غربية صاخبة
مشروبات كحولية و( سكرية) أحيانا
عناق واختلاط ورقص اختلط فيه حابل الاجانب بنابل المواطنين
مفرقعات و( علب ليل) وفجور لايتوقف الافجرا
ليلة هي صراخ حتى مطلع الفجر ولاسلام فيها من اي أمر خلافا ل( ليلة القدر) الكريمة
الليلة نستقبل2021 ونحن فى المنازل على الصامت لاصراخ لامفرقعات لا( علب ليل) ولا( لعب سيارات)
لارقص لاعري لامجون
لازحمة
الليلة وفى ثلاثة ارباع العالم تقريبا تولى جندي واحد استثنائي من جنود الله ضبط النظام
أخلى الشوارع من المارة
اغلق الملاهى والحانات والمراقص والفنادق
كسر( علب الليل)
صادر حناجر الصادحين فرحا وجنونا وانبهارا
نشر السكينة
انظروا
هل تصدقون أن نواكشوط بكل هذا الهدوء منتصف ليل 31دجمبر 2020 إلى 1يناير 2021؟!!
فعلها الجندي ( كورونا) وقبل سنة من الان فشلت كل التعزيزات الأمنية فى وضع العاصمة على( الصامت)
جندي هلامي تحتقر بحضرته كل ترسانات العالم ونياشينه واسلحة دماره
جندي من جنود الله
اغلق على الصينيين منازلهم وبصق فى وجوه الايطاليين وسخر من العلماء والاطباء والباحثين واستبدل (المخابر) ب(المخابز)
أدخل الامريكيين منازلهم قسرا واخرج رئيسهم من مكتبه إلى سرير المستشفى
فعلها مع الفرنسيين ابقاهم فى المنازل واقتاد رئيسهم ذليلا مرتجفا إلى سرير طبي
دخل القصور ووسع القبور وضيق الصدور وصعب الأمور وهزالعالم كل العالم مع انه بلاوزن وبلاحجم وبلاظل
فى كل مرة يتمادى الناس فى الطغيان والغفلة فتاتى رسالة تنبيه إلهية لتعيد البشر كله إلى مربع العجز والضعف والانكسار والخوف من المستقبل
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏محيط‏، ‏سماء‏‏، ‏‏نص‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
من صفحة المدون : حبيب الله أحمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى