ritأخبارالاقتصاد

موريتانيا.. قلق من ظاهرة نفوق الأسماك قبالة الساحل (تقرير)

تدوينات ريم ـ شهدت السواحل الموريتانية على المحيط الأطلسي، خلال السنوات الأخيرة، تزايدا كبيرا في نفوق الأسماك، ما أثار مخاوف السكان على ثروة بلدهم السمكية التي تُعد مصدرا أساسيا للعملة الصعبة.

ففي يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت السلطات نفوق أعداد هائلة من الأسماك على الشاطئ في منطقة “رأس تفاريت”، شمال غربي العاصمة نواكشوط.

ووفق بيان إدارة مؤسسة “الحظيرة الوطنية لحوض آرغين” (حكومية)، صدر حينها، كان نفوق الأسماك على مسافة خمسة كيلومترات من الشاطئ حيث تم رصد 53 نوعا من الأسماك ضمن الأعداد الجانحة.

وفي 28 أبريل/ نيسان الماضي، نشرت “الحظيرة الوطنية لجاولينغ” (محمية حكومية) صورة لحوت ضخم من نوع الحوت الأزرق يبلغ 22 مترا، قالت إن فرقها عثرت عليه في منطقة “لكَويشيش” جنوبي العاصمة.

وفي سبتمبر/ أيلول 2020، أعلنت السلطات أيضا نفوق كميات كبيرة من أسماك “البوري”، إذ حمل التيار قرابة 200 طن منها لتتناثر على عشرات الكيلومترات شمالي نواكشوط.

وفي مارس/ آذار 2020، عثر صيادون في مدينة انجاكو (جنوب غرب) على سمك ضخم ميت حملته الأمواج إلى الشاطئ، وفي الشهر ذاته، عثر صيادون على دولفين ضخم، على شواطئ مدينة نواذيبو، شمال غربي البلاد.

** تقارير حكومية

وبين حين وآخر، تعلن موريتانيا (الواقعة غرب إفريقيا، وسكانها 4 ملايين نسمة) أن نفوق هذه الكائنات الحية أمر طبيعي في الغالب.

وأصدر “المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصّيد” بيانا، الشهر الماضي، أعلن فيه أن نتائج التحريات بشأن نفوق أسماك “محمية حوض آرغين” في يونيو، أظهرت أن السبب هو إلقاء السفن لهذه الكميات الكبيرة من الأسماك في المحيط.

وأكد المعهد في بيان آخر، أن الحوت الأزرق الذي عثر عليه في منطقة لكَويشيش، جنوبي العاصمة في أبريل الماضي، كان في حالة تحلل متقدم، ما يوحي بأنه نفق في أعالي البحار بعيدا من منطقة الجنوح.

وأشار المعهد (حكومي) إلى أن المياه الموريتانية تعتبر “منطقة عبور للكثير من الحيتان التي تجوب ما بين القطبين الشمالي والجنوبي، ويعد نفوق الحيتان ظاهرة طبيعية”.

** أسباب متعددة

يقول حمود الفاظل، وهو مهندس في المعهد ذاته، إن ظاهرة نفوق الأسماك ليست جديدة على الشواطئ الموريتانية، فقد تم رصدها مرات عدة في السنوات الأخيرة، وحتى على المستوى العالمي يتم رصدها سنويا في كثير من الشواطئ.

ويلاحظ الفاظل، في تصريح إلى وكالة الأناضول، أن الظاهرة أصبحت تتكرر كثيرا في السنوات الأخيرة، “لذلك من المهم تحديد الأسباب الحقيقية التي تقف وراءها، إن كانت طبيعية أم نتيجة عوامل أخرى”.

ويقول: “قد تكون الظاهرة ناتجة عن تأثير بعض الملوثات التي تؤدي إلى اضطراب النظام البيئي الذي تعيش فيه الأسماك، ما يؤدي أحيانا إلى نقص كبير في الأكسجين المذاب في الماء، الأمر الذي يسبب اختناق الأسماك ونفوقها، كما قد يكون النفوق بسبب النمو الهائل للطحالب البحرية الضارة”.

ولا يستبعد المهندس أن يكون السبب، أيضا، ما يعرف بـ”الصّيد المُرتجع”، وهذا النوع يحدث عندما يتم صيد أنواع بحرية لم تكن أصلا مستهدفة بالصيد، لذلك تقوم السفن بإرجاعها للمحيط، ما يؤدي أحيانا إلى نفوقها.

ويتحدث بعض العلماء عن تأثير نشاطات استكشاف واستغلال الغاز والنفط في عرض المحيط، “إذ تؤثر حملات المسح الزلزالي على الجهاز السمعي لبعض الأنواع، خصوصا الثديات البحرية، ما يؤدي إلى نفوقها”، وفق تعبير الفاظل.

ويشدد على ضرورة وضع نظام رقابة فعال على طول الساحل الموريتاني للرصد المبكر للنفوق، وكذلك تعزيز قدرات البحث العلمي لكشف الأسباب الحقيقية للظاهرة، عبر تحليل عينات الأنواع النافقة.

** شواطئ غنية

تعد شواطئ موريتانيا المطلة على المحيط الأطلسي، بطول 755 كلم، من أغنى الشواطئ العالمية بالأسماك والأنواع البحرية الأخرى.

ويشكّل قطاع الصيد موردا رئيسيا لخزينة الدولة، عبر الاتفاقيات المبرمة مع دول وهيئات، كالاتحاد الأوروبي واليابان والصين.

وبحسب أرقام وزارة الصيد، تحوي مياه موريتانيا الإقليمية نحو 300 نوع من الأسماك، بينها 170 نوعا قابلا للتسويق عالميا، ويعد البلد أكبر مُصدّر عربي للثروة البحرية، بنحو 44 بالمئة من إجمالي الصادرات العربية من الأسماك.

ووفق الشركة الموريتانية لتسويق الأسماك (حكومية)، فإن صادرات المنتوجات السمكية، بلغت أكثر من 248 ألف طن في 2019، بإيرادات بلغت قيمتها 638 مليون دولار.

وفي يونيو 2020، صنفت المنظمة العالمية للأغذية والزراعة “الفاو” موريتانيا ثاني أكبر بلد إفريقي في إنتاج الأسماك بعد المغرب، وفي المرتبة الـ 20 عالميا.

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى