ritأخباروجوه

في ذكرى رحيله الـ21.. لماذا لقب نزار قباني بـ«شاعر النساء»؟

تدوينات ريم ـ وجوه ـ “شاعر النساء” واحد من ألقاب عديدة اطلقت على الشاعر السوري نزار قباني، وهو اللقب الذي استحقه عن جداره، بعد رحلة طويلة قضاها فى الكتابة عن النساء، والدفاع عن حقوقهم، ومن المعروف تأثر “نزار”، بالنساء منذ الصغر، من خلال حبه لأخته وحنان أمه ومخالطته لنساء أقاربه وجيرانه الذين كانه يعيشون معه في الحي بالعاصمة دمشق، وما تلاقاه في صباه من معرفة بمعاني الأنوثة، ابتداءً من أعتناء هؤلاء الدمشقيات بأنفسهن، من نظافة بيوتهن، وأناقة ملابسهن، واستخدامهن لأجمل العطور، وحتى طريقة زينتهن، وما أشتهرت به النساء الدمشقيات من حرصهن على الاهتمام المفرط بأزواجهن، وكيف تحول المرأة منهم منزلها إلى جنة مليئة بالأزهار وأشجار الليمون التي لا يخلو منها بيت دمشقي واحد، وعن ذلك قال نزار قباني: “دمشق الرحم، التي علمتني أبجدية الياسمين”.

وكان نزار قباني الطفل، يشاركهم في جميع أماكن تواجدهن، والذهاب معهم في الحفلات النسائية التقليدية، التي يجتمعن فيها بأبهى صورهن من الحلى والملابس ليبدين في جمال ساحر من أجل الرقص والغناء.

وقد أثر كل ذلك في عاطفة ورؤية “نزار” للحياة، وشكل وعيه بعالم المرأة، وولعه وشغفه بالأنثى، وهو ما تبلور في قصائده وأشعاره، التي تشجع وتحرض النساء على الحب والحرية، وخاصة بعد صدمة انتحار شقيقته “وصال”، وهو مايزال ابن الخامسة عشر من عمره، وهى الصادمة التي ساهمت بعد ذلك في مسيرته الوجدانية ضد كل أشكال العنف والظلم للمرأة، خاصة والإنسان بصفة عامة.

وتعددت أساليب نزار قباني في التعبير عن حبة للمرأة، من خلال وصفة لزجاجة “العطر” و”المكحلة النحاسية”، و”الأمشاط العاجية”، ووصفه لأردية النساء الشفيفة، وسجادة الصلاة بإعجاب وحب.

ومزج “نزار”، في قصائده بين الأنوثة الجمالية التي تعرف عليها في البلاد الكثيرة التي حط رحاله إليها، أثناء عمله الدبلوماسي، مع معانى أنوثة الدمشقيات، ليعطى بها نكهة خاصة به.

ومن اللافت أن قصائد نزار قباني، لاقت هجومًا حادًا منذ نشرها لأول مرة، ومنعت في أكثر من بلد عربي، شأنها شأن قصائده السياسية، والتي يمكن أن يقال إنهما شكلا معاً وحدة شعرية متجانسة، لأنطلاقهما من منبع واحد يتوق للحرية والحياة والجمال، ضد القهر والتخلف والاستبداد بكافة أشكاله، لتصبح دواوينه الأكثر مبيعًا حتى يومنا هذا، ويبقى “نزار قباني” نصيرا للمرأة وعاشقها، وأكبر مدافع عنها وعن حريتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى