ritأخبارتقارير خاصة

الحلويات والكعك.. أطباق جديدة تغزو موائد إفطار الموريتانيين

رغم اعتزاز الموريتانيين الشديد بوجباتهم التقليدية، فإن حلول شهر رمضان بات في السنوات الأخيرة فرصة لكسر روتين أنماط العيش التقليدية مع الإقبال على الأطباق والأشكال الحديثة للوجبات الغذائية التي بدأت تغزو موائد إفطار الصائمين.

خاصةً أنواع الحلويات والكعك التي ازدهرت صناعتها على يد المقيمين الوافدين من دول الجوار الشمالي للبلاد، إلى جانب امتهان المواطنين لهذه الحرفة على وقع الطلب المتزايد خصوصا في أيام الشهر الفضيل.

“الشباكية” و”الكيك” و”المسمن” و”الكريب” إلى جانب أنواع كثيرة من الحلويات والكعك المتعددة الأشكال والألوان والأحجام، كلها أصناف أصبحت تُزين الوجبة الغذائية الرمضانية للموريتانيين، مما ساهم في رواج وازدهار صناعات الحلوى كصناعة وليدة نسبيا، وساهم ذلك من جهة أخرى في إشباع رغبات الصائمين في الحصول على موائد إفطار أكثر جاذبية ومتعة.

ولعل أسباب الإقبال على هذه الأطباق والأذواق المتعددة في نظر الكثير من الخبراء الاجتماعيين في موريتانيا تعود إلى وجود عدد قليل من الوجبات التي تميز شهر رمضان لدى الموريتانيين عن غيره من بقية شهور السنة.

وكذلك التأثر بالعولمة التي أزالت الحواجز والحدود الثقافية بين المجتمعات، ما جعل هذه الأشكال الغذائية العصرية تدخل دون استئذان إلى المطبخ الموريتاني، لتضفي عليه التنوع والاستجابة لمعايير وشروط التغذية الصحية المتوازنة.

مكملات إفطار

صانع وبائع الحلويات المغربي، عمر الهواري، صاحب محل لبيع الحلويات في نواكشوط، يعتبر أن هناك إقبالا من الموريتانيين على أنواع الحلويات والأطباق الغذائية الحديثة تحت التأثر بالثقافات الوافدة، مؤكداً أن وجود هذه الخيارات الغذائية المتعددة لم يؤد إلى اختفاء الوجبة الرمضانية التقليدية الأساسية والمعروفة بـ”الأطاجين”، بل حافظت على موقعها بموائد الإفطار.

وأشار الهواري في حديث لـ”العين الإخبارية” إلى أن هذه الحلويات والأطباق كانت في عمومها مكملة لمائدة الإفطار بالنسبة للموريتانيين، وهي لا تغطي سوى الفترة الأولى للإفطار التي تلي أذان صلاة المغرب، في حين يكون اعتماد الموريتانيين في بقية ليلهم الرمضاني على وجباتهم التقليدية كوجبة “الكسكس” و”الأرز”.

وأوضح أن عوامل اهتمام الموريتانيين بتنويع عناصر المائدة الرمضانية يعود إلى الصوم في ظروف طقس تمتاز بالحرارة، مما يجعل هذه الأطباق والحلويات وسيلة لمقاومة العطش في نهار رمضان، بالإضافة إلى فوائدها الصحية كمصدر يمد الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية.

مستقبل واعد

مريم بنت محمد، مواطنة موريتانية صاحبة محل لبيع الحلويات في نواكشوط، قالت لـ”العين الإخبارية” إنها بدأت قبل سنة في مزاولة مهن صناعة وبيع الحلويات والأطباق الغذائية العصرية، بفعل ما لاحظته من طلب كبير على هذه السلع الغذائية خصوصا في فترات رمضان، مشيرة إلى أنها استفادت من دروس عبر الإنترنت لمتخصصين في صناعة الحلويات والأطباق الغذائية الحديثة.

واستعرضت مريم أهم أنواع الحلويات المعروضة في محلها، قائلة: “إنها تحظى بإقبال كبير عليها من طرف الصائمين في رمضان”، مضيفة أن أهمهما هي: “البطبوط” و”البيتزا”، و”الشباكية”، بالإضافة إلى “البسبوسة” و”الكيك”.

واعتبرت مريم أن الإقبال الكثيف خلال السنوات الأخيرة على هذه الحلويات والأطباق الغذائية العصرية في رمضان، بدأ ينافس وبقوة حضور الوجبات التقليدية للبلد، موضحة أن ذلك يعود إلى الخصائص الصحية والغذائية لهذه الوجبات الغذائية الوافدة التي تلبي رغبات فئات الصائمين الشباب الذين أصبحوا يتأثرون بالثقافات والعادات الغذائية للشعوب الأخرى.

زيادة العرض

أما أيوب الجاحظ، وهو مواطن مغربي صاحب محل لبيع وصناعة الحلويات في نواكشوط، فأشار إلى أن الإقبال على صناعة وبيع أنواع الحلويات في موريتانيا بدأ تقريبا منذ 10 سنوات، مع تزايد الطلب على هذه الأشكال الغذائية من الصائمين لتنويع وإثراء موائد إفطارهم.

ولاحظ الجاحظ أن هناك إقبالا أقل في رمضان الحالي على محله لبيع وصناعة الحلويات، مشيراً إلى أن ذلك قد يرجع إلى بعض الارتفاع الملاحظ في الأسعار، وكذلك العدد الكبير للمحلات التجارية المتخصصة في هذا النوع من النشاط مؤخراً.

وتنتشر ظاهرة دخول الأطباق والوجبات الغذائية على موائد إفطار الموريتانيين في رمضان بشكل أكبر في المدن والمراكز الحضرية، فيما لا تزال المناطق الأخرى من البلد تحافظ على عاداتها الغذائية التقليدية التي تأبي الاندثار أمام زحف الأنماط الغذائية الحديثة الوافدة من الخارج.

المصدر: موقع العين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى