ritأخبار

“أزريك” في رمضان موريتانيا

تدوينات ريم ـ أخبار ـ ارتفعت الأسعار في شهر رمضان الجاري في موريتانيا، مقارنة بالسنوات السابقة، خصوصاً على صعيد المواد الغذائية، سواء في أسواق العاصمة نواكشوط، أو غيرها من المحافظات. مع ذلك، يواصل الموريتانيون نشاطاتهم الرمضانية، في العبادات، والعادات الاجتماعية المختلفة.

يعتبر الشاب أمود ولد البكاي، أنّ ارتفاع الأسعار منذ بداية الشهر الكريم، انعكس انخفاضاً في مستوى التسوق والقدرة الشرائية للمواطنين، خصوصاً مع البطالة والفقر اللذين يضربان العديد من الأسر الموريتانية. يضيف لـ”العربي الجديد”، من داخل سوق “كبتال”، أحد أكبر الأسواق بالعاصمة نواكشوط، أنّ الأسعار في ارتفاع مذهل، والجهات الرسمية مطالبة بالتدخل لوضع حدّ لذلك، خلال شهر رمضان على الأقل، ودعم أسعار المواد الأكثر استهلاكاً خلال الشهر المبارك، مثل: البطاطس، والبصل، والزيوت، واللحوم، والسكر، والشاي، والمعكرونة، وذلك للتخفيف من معاناة آلاف الأسر الفقيرة التي تحاول تأمين قوتها من المواد الغذائية المتوفرة في الأسواق، لكنّها تواجَه بأسعار مرتفعة. يعتبر ولد البكاي أنّ الموريتانيين استقبلوا الشهر المبارك بأسعار مرتفعة، لكنّ أغلب الأسر الميسورة الحال ستتمكن من شراء حاجياتها من الأسواق، وتباشر في إعداد الوجبات الغذائية التقليدية المعهودة في شهر رمضان، على العكس من الأسر الفقيرة التي ستعاني للحصول على وجباتها المتكاملة غذائياً بعد يوم الصيام الطويل.

من جهتهم، يشير العديد من المتسوقين في العاصمة نواكشوط إلى أنّ أغلب السكان ركزوا في استقبال الشهر الفضيل، بحسب إمكاناتهم، على شراء مؤونة الشهر من المواد الغذائية المختلفة، والبدء في إعداد الوجبات الغذائية التقليدية المشهورة في موريتانيا. تقول مامه بنت محمد إنّ الوجبات الغذائية الرمضانية في موريتانيا متعددة ومختلفة، وبالنسبة لها، فهي تبدأ إعدادها في الساعات الأخيرة من النهار، فتعدّ الحساء المكوّن من دقيق الشعير، أو القمح، أو الذرة، والشراب المعروف محلياً بـ”أزريك”، وهو المعدّ من اللبن الرائب الممزوج بالماء، أو اللبن المجفف والماء، بالإضافة إلى تهيئة الشاي، وبعض التمر. هكذا يصبح كلّ شيء جاهزاً قبيل غروب الشمس، وهو أول ما يفطرون عليه في منزلها. تشير إلى أنّ الأسر الميسورة الحال تضيف بعض المقبلات والمعجنات المعدة بالطرق الحديثة إلى هذا الإفطار. تتابع بنت محمد أنّ أبرز الوجبات الغذائية لدى الموريتانيين خلال عشاء شهر رمضان المبارك، الذي يعقب الإفطار، وجبة “الطاجين” المعدة من اللحم والخبز والخضر، أو السمك والبز والخضر. أما وجبة السحور فتعد أحياناً من الكسكس واللحم، والمعكرونة واللحم عند البعض الآخر.

بالعودة إلى ولد البكاي، فهو يؤكد أنّ الموريتانيين يشتهرون بعدم الإسراف خلال شهر رمضان المبارك، كما يشتهرون بالإقبال على العبادة، وعمل الخير، ومن أبرز العادات الدينية لديهم قراءة القرآن، وأداء صلاة التراويح. ويعرف شهر رمضان في موريتانيا بأنّه شهر العبادة والتقرب من الله، والإنفاق في سبيله، إذ تجد الكثير من المحسنين في هذا الشهر وهم يوزعون الإفطارات والسلات الغذائية على الفقراء والمحتاجين، سواء من خلال جمعيات خيرية أسست لهذا الغرض، أو من خلال متطوعين يعملون على إيصال المواد الغذائية الجاهزة وغير الجاهزة إلى الأحياء الشعبية التي تنتشر بكثرة في نواكشوط.

في محاولة لتخفيف حدة ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان، تفتح الحكومة منذ سنوات متاجر معروفة محلياً بـ”دكاكين أمل” لتوفير المواد الغذائية بأسعار مقبولة لصالح الفقراء. لكنّ هذه الخطة الحكومية تواجه انتقادات حادة من طرف المواطنين، إذ يؤكد يسلم، أنّ الحكومة غير جادة في توفير الغذاء للفقراء، إذ تتحول هذه الدكاكين إلى موسم للسمسرة والتربح، ولا يستفيد المواطنون الفقراء الذين خصصت لهم وجرى رصد مبالغ ضخمة من المال العام لدعمهم من خلالها. وهكذا تذهب الأموال إلى جيوب مقربين من بعض الموظفين المتحكمين في تسيير “دكانين أمل”.

يختلف الإفطار في العاصمة والمدن الكبرى عنه في القرى والأرياف. وبينما يكتفي أهل الريف بشراب “أزريك” والشاي والتمر، يتناول أهل المدن حساء “النشاء”، واللبن الرائب والتمر، بالإضافة إلى الحلوى والمقبلات المختلفة مما يتوفر هناك. أما السحور فيتألف في الريف من الشاي والماء، والفول السوداني، والخبز المحلي، بينما يعد سكان المدن وجبات السحور من الكسكس مع اللحم والخضر، والمعكرونة مع اللحم والخضر.
المصدر: عربي 21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى