أخبارثقافة وسياحة

رسالة شعرية مفتوحة إلى السيد رئيس الجمهورية

 

سيدي الرئيس،

اسمحوا لي أن خَاطَبْتُكم، على هذا النحو السريع، وعلى إيقاع البحر السريع، بهذه الرسالة الشعرية المفتوحة، كما واسمحوا لي استخدامي، على غير المتوقَّع المألوف، ضميرَ المخاطب المفرد. فمن نافلة القول: إن لمخاطبتكم بــ”صيغةَ الجمع” أكثرَ من داع، ذَوْقا، وجميلَ مجاملة، وحسنَ أدب، واستحقاقا، وسِنًّا ومَوْقعا …؛ غير أنَّ لي في ذلك شفيعا وعذرًا. أما الشفيع، فأنَّ كمالَ أدبِ الصحابة – رضوان الله عليهم- وعظيم مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنعْهُم من مخاطبته بصيغة المفرد: “بأبي أنتَ وأمي يا رسول الله …” ؛ “ولا أنتَ يا رسول الله” ؛ “طِبتَ حيا وطبت ميتا” … وأماالعذر فضرورات الشعر وأحكامه، وإكراهات القوافي، و”ڴلتْ لَعظامْ بـــــــــــــاطْ”.

واللهَ السميعَ المجيبَ أدعو أن يوفقكم لكل ما فيه مصلحة المواطن والوطن.

اسْعَ إلى العدٔلِ، إلى العادِلِ
إلى الخبيرِ القائلِ الفاعلِ
إلى المثقَّف الرَّصينِ الرُّؤى
فَالمسٔتَنيرِ، فَالفَتى العاقلِ
مَن إنٔ يقُل، يُلْفَ لَدى قولِه
ليسَ من الحكمةِ بالعاطلِ
مَن إن يُجب، أكرٍمْ به مُفصِحا
أؤ سائلًا، سعِدتَ بالسائل
والأرضَ أمِّنْها وصُنْ حَدَّها
والعِرضَ صُنْ من صولةِ الجاهل
والعالٍمَ اختَطَّ له عامٍلا
من عمَلٍ، عليكَ بالعامل
كمْ حدثَ الفعلُ بلا قائل
والقول مُحْتاجٌ إلى فاعلِ

*

لا تنٔخدِعٔ بمظهر ٍخادعٍ
ولا بِطبعٍ زائفٍ زائلِ

لا تستطبْ مدحَ امرئٍ عارضٍ
مَدْحَهُ، كالبائعِ الجائلِ
لا تبتئسْ بناقدٍ قادِحٍ
حائِرِ فِكرٍ، مائدٍ مائلِ
إن يقْدَحوا، فَـ”قوْلَهمْ أتَّقي”
أؤ يَمْدَحوا، سَمَّوْكَ بالكاملِ
كِلاهُمَا في قَؤلِه عِلَّةٌ
فالقولُ مِنهما بِلا طائلِ
كُنٔ بِشُؤونِ الناسِ قُلِّدٔتَها،
عنٔ قولِهمٔ، في شُغُلٍ شاغِل
لُذٔ بالضميرِ وانٔتهِجْ مسْلَكًا
يُغْنِكَ بالٱجِل عَن العاجِل
وارٔعَ الحُقوقَ لا تَكُنٔ غافِلا
والظَّنُّ أنٔ لسْتَ بالغافِل
في ما مَضَى، لم تنتقِدٔ ما انٔقَضَى
فَلا تَمِلْ إلا إلى القابِل

*

وَحِّدْ، على تنوُّعٍ، أمْرَنا
كنٔ جامعًا، كُنْ رافِعَ النازِلِ
فكِّرْ، ودقِّقْ، واستشرْ، واتَّكِلْ
ذاكَ -لَعَمْري – دَيْدَنُ العاقل
خمسٌ أقٍمٔ، في ظَرفِها، خمسةً
عَدْلًا، وكنْ للناسِكالعائلِ
والشعبَ وحِّدْ، والعقولَ ابْنِها
يَلتحمِ العالمُ بالعاقلِ
فالعَقلُ كالحقلِ إذا سُسْتَهُ
غدًا يطيبُ الأكْلُ للآكِلِ
كرامةَ الناس أقِمْ خَوفَ أنٔ
يلْتَبِسَ الحابِلُ بالنابِل
كرامة الإنسان في حقِّه
في درسِه، في شَأْنِهِ الشامِل
في الفكرِ، في الإبداعِ، في شُغله
في العدلِ، في الواجبِ، في النائلِ

*

هذِي وَصاتي لكَ قدَّمتُها
“مُعارَةَ ” النسبة للقائلِ
لا طمعًا في نائلٍ عاجلٍ
بلْ رغبةً في النائل الآجِل
بِمُقْتَضَى الأمْرِ مِن المُصْطفَى
مُرْتَبَعِ القاصدِ والسائل
صلَّى عَلَيْهِ اللهُ مِنْ راحمٍ
رحمتُه البحرُ بلا ساحِل
صلَّى عَلَيْهِ اللهُ مِنْ فاعلٍ
مفعولُه يُرفَع بالفاعل
صلَّى عَلَيْهِ اللهُ مِنْ حاملٍ
محمولُه عزَّ على الحاملِ
صلَّى عَلَيْهِ اللهُ مِنْ واصلٍ
موْصولُه مُعتَكَف الواصِل
صلَّى عَلَيْهِ اللهُ مِنْ وارِفٍ
في فَيْئهِ بُورِكَ للقائل

وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

ديلول آل ديلول

انواكشوط، فاتح ذي الحجة 1440 للهجرة
الموافق: فاتح أغشت 2019 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى