آلة موسيقية “ممنوعة على الرجال” في موريتانيا.. ما قصة “الآردين”؟
يندر أن تجد في العالم العربي آلة موسيقية مخصصة لجنس دون غيره، لكن ذلك لا ينطبق على موريتانيا، ففي هذا البلد الواقع على المحيط الأطلسي ميزة موسيقية خاصة وهي احتكار النساء للعزف على آلة “الآردين”.
فالمتعارف عليه في هذا البلد المغاربي أنه لا يعزف على أوتار “الآردين” سوى النساء، لتتحول هذه الآلة مع الزمن إلى موروث موسيقي وعلامة مميزة للمرأة الموريتانية.
فما هي هذه الآلة؟ وماذا قدمت الحكومة الموريتانية لحمايتها من الاندثار مع عزوف الجيل الجديد من الموريتانيات عن الاهتمام بها؟
ما هي الآردين؟
تُصنف مجلة الموسيقى العربية الصادرة عن المجمع العربي للموسيقى “الآردين” كآلة موسيقية رئيسية في الثقافة “الحسانية” الخاصة بموريتانيا.
وحسب المجلة ذاتها، فإن آلة “الآردين” هي واحدة من آلتين رئيسيتين في الموسيقى التقليدية الموريتانية إلى جانب آلة “التدنيت” الخاصة بالذكور.
وتتكون “الآردين” من طبل مصنوع من الخشب معظى بطبقة من جلد الأغنام وعود خشبي مستقدم من شجرة “التيدوم” المحلية.
وتتضمن الآلة أوتارا تنقسم إلى قسمين الأولى طويلة وتسمى “أتشبطن” وأخرى قصيرة وتسمى “لمهار”.
ويتخصص الصناع التقليديون في صناعة آلة “الآردين” التي كانت أوتارها قديما تصنع من أهداب الخيول قبل استبدالها بالأوتار العصرية مع مرور الزمن
وينظر إلى هذه الآلة الموسيقية على أنها “رمز للوحدة الوطنية في موريتانيا”، وفق ما تؤكده الفنانة عيشة بنت شغالي في حوار سابق مع موقع “28 نوفمبر” المحلي.
وتقول بنت شغالي في الحوار إن “الآردين” هي “آلة موسيقية خاصة بالموريتانيين الذين أسهموا بجميع مكوناتهم في صناعتها وإثرائها، مما جعلها رمزا لوحدتهم الوطنية”.
واعترافا بمكانة هذه الآلة في المجتمع الموريتانية، تشير بنت شغالي إلى أن البنك المركزي الموريتاني والخزينة العامة بادرا في وقت مبكر من تاريخ الدولة الموريتانية الحديثة، إلى إبراز أهمية هذه الآلة بوضع صورتها على العملة والطوابع البريدية.
جهود المحافظة على “الآردين”
حماية لها من خطر الاندثار، بادرت السلطات الموريتانية إلى إنشاء مهرجان باسم آلة “آردين”.
ومساء يوم الجمعة الماضي، افتتحت في العاصمة الموريتانية النسخة السابعة من مهرجان “آردين” تحت شعار “آردين هوية شعب”.
وخلال المهرجان، الممتد على ثلاثة أيام، برمج عرض وصلات موسيقية على آلة “الآردين”، إضافة إلى عروض ورقصات تعبر عن ثراء ثقافة هذا البلد المغاربي.
ونقل موقع “صحراء ميديا” عن رئيس اتحاد الفنانين الموسيقيين الموريتانيين، محفوظ ولد بوب جدو، قوله إن “المهرجان وفق إلى حد بعيد في إنعاش آلة “الآردين” بعد أن كانت تعاني من إهمال شديد”.
وإلى جانب المهرجان، كانت موريتانيا قد دشنت متحفا باسم هذه الآلة يهدف إلى التعريف بالآلات الموسيقية التقليدية.
ويضم المتحف، وفق موقعه الرسمي، العديد من الآلات كالطبول و”التيدنت” الخاصة بالرجال وغيرها.
وإلى جانب التعريف بالموروث الموسيقي الموريتاني يتيح المتحف لزواره أيضا فرصة اقتناء الآلات الموسيقية القديمة كـ”الآردين”.
وسبق للعديد من المسؤولين الغربيين بينهم مسؤولين بالسفارة الأميركية في موريتانيا زيارة هذا المتحف الذي يقع مقره بالعاصمة نواكشوط.