صوت البرلمان الجزائري بغرفتيه، الاثنين، بالموافقة على مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2025، بميزانية هي الأعلى في تاريخ البلاد، تبلغ 125 مليار دولار أميركي.
وأفاد مراسل “الحرة” في الجزائر، بأن 25 مليار دولار أميركي، هي ما خصص لوزارة الدفاع، بارتفاع وصل إلى ثلاثة مليارات مقارنة بالسنة الماضية”.
ووفقاً للقانون الذي صادق عليه البرلمان، فإن ميزانية الجيش تتوزع على ثلاثة محاور كبرى، إذ تم تخصيص 5 مليارات دولار للرواتب والنفقات المختلفة للقوات العسكرية والدرك الوطني، و6 مليارات للدعم واللوجستيات، بالإضافة إلى 13 مليار دولار للإدارة العامة.
وقال علال بوثلجة، عضو لجنة المالية في المجلس الشعبي الوطني، في مقابلة مع “الحرة” إن “ميزانية وزارة الدفاع استفادت من زيادة نسبية على غرار جميع الوزارات السيادية للدولة”، وترجع ضخامة الميزانية إلى “المساعي لدعم مسار احترافية الجيش”.
وأضاف أن “الجيش يقوم بدوره في حماية البلد وحدوده، وهذا يتطلب رصد أموال كبيرة للتكفل بالمتطلبات الأساسية لأفراده ومؤسساته”.
وأشار بوثلجة إلى أن “تجديد ترسانة الأسلحة وصيانتها يكلف الخزينة العمومية مبالغ ضخمة. والمضي قدما في مسار تحول الجيش إلى جيش محترف يسير بالرقمنة والتكنولوجيا الحديثة، يحتاج إلى أموال إضافية”.
وصنف موقع “غلوبال فاير باور” في أحدث تقاريره حول حجم الإنفاق العسكري، الجزائر في المرتبة الرابعة في قائمة الدول العربية والإسلامية، بعد كل من السعودية وتركيا وأندونيسيا، وفي المرتبة الثانية والعشرين عالميا، بـ 21,6 مليار دولار.
وفي تقرير سابق للموقع حول أقوى الجيوش للعام 2024، صنف الجيش الجزائري في المرتبة الثالثة عربيا والـ 26 عالميا.
يرى الخبير الأمني عمر بن جانة أن “التحرشات بالجزائر في جميع الاتجاهات، تجعل لزاما على الدولة والجيش اتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات التي تدفع بهذه التهديدات على الوطن، وتجعل من الجيش مستعداً لأي طارئ”.
وأضاف بن جانة في مقابلة مع قناة “الحرة”: “في إطار الدفاع عن الوطن، لا يمكن اعتبار أي ارتفاع في الميزانية هو زيادة، بل هو أمر طبيعي لضمان استعداد وتطوير القوات المسلحة لمواجهة أي تهديد، خصوصا ما تشهده حدود البلاد من الغرب والشرق والجنوب تحديدا”.
ونُشرت في أوقات سابقة معلومات تفيد بأن الجزائر انخرطت في ما سُمي “سباق التسلح” للتنافس مع دول الجوار، واستعداد الجيش الجزائري لشن حروب خارج حدوده، وهو ما نفاه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال الاستعراض الأخير للجيش في الذكرى السبعين لحرب الجزائر من أجل الاستقلال.