القول الفصل بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي
على المسلمين ان ينتبهوا اليوم أكثر من أي وقت مضى لرص الصفوف و تجاوز المحن ولن يتم ذلك الا بتوحيد كلمتهم ولن تتوحد كلمتهم الا بالعودة الى القران وقراءته و تدبره والابتعاد عن تعزيز التمذهب والتحزب والفرق و تعدد الايديولوجيات الدخيلة.
مسووليتنا جميعا ان ننشر رسالة الاسلام محاربين دعوات الخطاب الديني في تجلياته النفعية و ابعاده الاستغلالية التحريفية التي خلقت دينا مطلسما بالروايات و روجث له ليحيد قطار المسلمين عن السكة و تزل اقدامم في الهاوية. مما انجر عنه الصدام و التصادم بين المذاهب و الفرق و التطاحن و الاقتتال حتى أرتوت الاراضي المقدسة بدماء المسلمين من شتى الفرق و مختلف المذاهب و تلهى الباقي منهم بحفظ الروايات والاحاديث الكاذبة المضللة. فانطمست شعلة العلم و البحث و الاكتشافات و الاختراعات مما نجم عنه احتلال خيرات البلاد و الاستيلاء على ثمرة فكرهم و علمهم واقتصادهم و انجرت عن ذلك التبعية بكل معنى الكلمة. التبعية في القرار و المسار و التوجيه و التو جه. وهل يعقل ان يحدث هذا لأمة دستورها القران؟!!!
كل هذا بسسب التخلي عن العقد المقدس و الكتاب المنزه عن التحريف، كل هذا بسبب الابتعاد عن القران و مفاصل الخطاب الالهي. ضمن هذا الاطار تتنزل اطروحات المفكر و الداعية الكبير، الموجه و المرشد الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادى الذي جرد قلمه لمحاربة الروايات و دين التكفيريين الذين يحرمون ما احل الله و يبحون قتل النفس التي حرم الله بغير حق شرعي. ضمن كتبه وكتاباته و اشعاره الملتزمة، تتجلى هذه الرؤية السديدة بالدعوة لدين لا يقبل الشوائب و يرفض الدخيل و ينبذ الروايات و الاكاذيب المضللة التي يروج لها باسم الاسلام و التي ما هي باسلام. في كتابيه “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الالهي” و كتاب رسالة الاسلام يقدم الفكر صورة دقيقة للدين الاسلامي و لحضارة الاسلام التي لا تتقزم ولن تتقزم. تقرا في كتب الشرفاء اسلاما موجها للبشرية عامة اسلاما حضاريا، اسلاما لا يقصي و لا ينبذ، اسلاما فاقت مدنيته كل المدنيات المتحضرة و المتمدنة. شكرا أستاذنا على اطلالتكم المتواصلة و المستمرة تنويرا للمسلمين وغيرة على هذا الدين، رغم مشاغلكم الجمة و ذلك في وقت انشغل فيه الكثيرون عن الدعوة جريا و ركضا و حبوا وراء بياض الدرهم و ملذات الحياة. شكرا على هواجس الاصلاح التي ما فتئت تروادكم في كل حين. شكرا على توجيهاتكم النيرة وافاداتكم القيمة ومصاحبتكم للحدث.