ritأخباررأي الكتاب

رجال خدموا هذا البلد بلا هوادة.. فرس الرهان:

رجال خدموا هذا البلد بلا هوادة.. فرس الرهان:

ربما قدر القادة والأشخاص الاستثنائيين أن يكلفوا دائما بمزيد من المهمات الصعبة، أو هذا على الأقل هو بالضبط ما يحدث مع الإداري معالي المندوب حمود ولد أمحمد.

ثلاث محطات في مسيرة فرس الرهان حمود ولد أمحمد:

في التعديل الأخير لحكومة ولد بلال كنت دون أدنى شك -وربما لست الوحيد- أنتظر حمود على رأس إحدى الوزارات لقاء ما قدمه من خدمات جليلة لنظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وللبلد بصفة عامة، لكن يبدو أن مهمة صعبة أخرى كانت بانتظاره حيث وجه لقيادة دفة قاطرة “تعهدات” الرئيس محمد ولد الغزواني: المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الاقصاء “التآزر”، وهو ما يعني بكل تأكيد الأهمية البالغة التي يوليها نظام ولد الغزواني للتآزر.

خدم الإداري الوطني حمود ولد امحمد هذا الوطن بلا هوادة ومنذ أمدٍ بعيد -أطال الله في عمره- وترك بصمات خالدة في معظم الوظائف والإدارات والمؤسسات التي كلف بتسييرها.

قبل أزيد من عقد من الزمن وبعد الإطاحة بنظام ولد الطايع وتولي المجلس العسكري تسيير شؤون البلاد وفي فترة كان البلد أحوج ما يكون فيها إلى تلفزيون رسمي يمكنه صناعة محتوى إعلامي يخدم البلد ويقدمه في أفضل صورة -في ظل مقاطعة بعض المانحين والشركاء الدوليين التي كانت هي ضريبة إزاحة نظام ولد الطايع- ويضمن في ذات الوقت مستوى لا بأس به من حرية التعبير التي تقتضيها المرحلة.

فنثرت الدولة آنذاك كنانتها لاختيار أصلبها عودا وأحراها بالمهمة فكان رجل المهمات الصعبة وفارس الرهان حمود ولد امحمد، وخلال فترة وجيزة أصبح للتلفزيون الموريتاني حضورا في كل بيت وكانت تلك الفترة من تاريخه هي فترته الذهبية، حيث أنجب واستقطب عشرات الكفاءات الصحفية التي ظل لها حضورها في المشهد الإعلامي سواء على المستوى المحلي أو الدولي إلى يوم الناس هذا.

وبعد فترة من هذا الإنجاز -الذي كان له ما بعده دون شك وكان هو التمهيد الفعلي لما بات يعرف لاحقا بـ “تحرير الفضاء السمعي البصري”- شاءت الأقدار وأرغمت الظروف والالتزامات الدولية موريتانيا على إنشاء هيئة محلية تنظم قطاع الإعلام في البلد وتضمن جوا يمكن أن يحتضن بسلاسة تحرير الفضاء السمعي البصري فكان ميلاد “السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية hapa” التي كان رجل المهمات الصعبة على موعد مع مهمة تسييرها وهي تخطو خطواتها الأولى.

كلف فرس الرهان حمود برعاية الرضيعة “هابا” ووضع لبناتها لبنة بعد لبنة حتى استوت وبلغت أشدها وصار لها حضورها البارز في تنظيم وضبط قطاع الإعلام الذي كان في أمس الحاجة إلى الضبط والتنظيم.

وتشاء الأقدار بعد برهة من الزمن أن يشهد البلد طفرة غير مسبوقة في التعدين الأهلي للتنقيب عن الذهب جعلت السلطات تقف حائرة أمام ضبط وتنظيم هذا الانفجار الذي بدأ دون سابق إنذار وبعد فترة من المد والجزر وعجز وزارة المعادن عن فك طلاسم القطاع والحيرة أمام مواجهته قررت السلطات إنشاء مؤسسة وطنية لتنظيم وضبط القطاع، وقررت الأقدار في سياق منفصل أن فرس الرهان ورجل المهمات الصعبة هو الأجدر والأقدر على رعاية المولودة التي بات مخاضها قاب قوسين أو أدنى حتى تبلغ رشدها رغم أن المهمة هذه المرة كانت خارج قطاعه قطاع الإعلام.

ولدت “معادن موريتانيا” من رحم عجز السلطة ممثلة في وزارة المعادن عن مجاراة وضبط وتنظيم قطاع التعدين الوليد والذي انتشر كالنار في الهشيم في بقاع وأصقاع شتى من ربوع الوطن غير آبه بما يحتاجه من مقومات ليبقى على قيد الحياة ويستمر ولا ليتجنب الإضرار بالغير سواء تعلق الأمر بالأرض أو البيئة.

وكما العادة كلف رجل المهمات الصعبة حمود ولد امحمد بالمهمة المستحيلة وكان إيمانه وجديته والتزامه أبرز أسلحته لمجابهة التحدي الجديد من سلسلة المهمات المستحيلة.

ومن أول يوم بدأ حمود في ترتيب الأولويات وفعل الممكن تمهيدا للمستحيل أو ما كان يعتقد أنه مستحيلا في ذلك الوقت على الأقل.

حيث واكبت شركته الوليدة قطاع التعدين “المجنون” في كل شبر من أرض الوطن من أقصى المفازات إلى أقصاها منظمة ومؤمنة وموفرة كل وسائل الحياة (ماء، وشبكة اتصالات، وصحة…).

وخلال سنوات قليلة وبفضل قيادة فرس الرهان حمود الفريدة بات القطاع منظما يوفر آلاف فرص العمل ويعود على الخزينة بأموال طائلة، هذا فضلا عن الاحتياطي المعتبر من الذهب الذي بات البنك المركزي الموريتاني يمتلكه والذي سيكون له بطبيعة الحال انعكاس إيجابي على العملة الوطنية.

وبعد أن أثبتت الأيام أن حمود من طينة خاصة من القادة تمتلك مهارات قيادية استثنائية، وفي الوقت الذي كان البعض ينتظر تتويج مسيرة الرجل الحافلة بقيادة إحدى الوزارات، كان للنظام رأي آخر حيث لا مناص من تكليف الرجل بالإشراف على ميلاد جديد لقاطرة تعهدات الرئيس ولد الغزواني “التآزر” بعد هدر عدة سنوات من عمرها دون أن تكون في المستوى المطلوب وهو ما استدعى بالضرورة تكليف رجل المهمات المستحيلة بمهمة الإشراف عليها وانتشالها من وضعها القائم.

المصطفى محمدن
Ouldlellou@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى