ritأخباررأي الكتاب

وخرج جميل منصور:بقلم / الشيخ ولد المامي

وخرج “جميل” منصور من رئاسة حزب تواصل ، خرج بشخصيته الكاريزمية ، بحصافته ، بأسلوبه في الاقناع ، بحنكته السياسية ، بذكائه حينما تتشابك خيوط المصالح والمصالح المتضادة.
خرج “جميل” بمراوغاته ، وبمناوراته حينما يكون السؤال مفاجئا ،ويكون دليل المحاور دامغا .
خرج “جميل” ولم يوصل حزبه الى سدة الحكم ، لكنه اوصله لكل بيت في موريتانيا وحتى خارجها، بعد ان كانو اشخاصا يعدون على الاصابع ،ويقضون في المعتقلات اكثر من ما يقضون خارجها ، لا الضغوط السعودية ، ولا الدولارات الايماراتية استطاعت ان توقف سيول منتسبي حزبه حتى تصل سدة الميأة الف منتسب.
رحل “جميل” بعد ان بنى مؤسسات حزبية ساعده عليها إيمانه الراسخ بأديولوجيته وخلفيته الدينية وبعده الاقليمي وفهمه للتحولات التي تجري من حوله.
رحل “جميل” بعد ان بنى حزبا ديمقراطيا في بلاد احزاب الشنطة والقبيلة والجهة والعسكر ، حزب يقوم على دعائم شبابية تفهم ما يجري من حولها وتأمن ان موريتانيا “بعضا من كل” وانه ليس علينا ان نسأل ماذا اعطانا “تواصل” ، بل الاولى ان نتسائل ما اعطينا لـ”تواصل”..
خسر الحزب “جميلا” كواجهة لامعة وجذابة ، لكنه كسب تكريسا لمبدأ التناوب على السلطة في بلد لا تنخلع مسامير رؤسائه الا خلف ضغط الدبابات والاحذية الغليظة.
ومهما تكن حقيقة رئيس الحزب الجديد ولد سيدي فقد برهن “تواصل” على انه حزب مؤسسات وليس حزب اشخاص ، واحزاب المؤسسات لا تتغير جذريا بالاشخاص بل ان متغيراتها اقل بكثير من الثوابت التي تقوم عليها.
هنيئا للإخوة في التجمع الوطني للإصلاح والتنمية نجاحهم الباهر في ظل الاخفاقات التي خيمت على شتى مناحي الحياة في بلادنا والف مبروك ومزيدا من العطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى