ritرأي الكتاب

القمة الإفريقية في نواكشوط الدوافع والنتائج

لم يمكد الشعب الموريتاني ان يلملم جراحه ويمتص صدمة ربط إسم دولته بالقمة العربية الباهتة التي التأمت علي ارضه تحت خيمة في القرن الواحد والعشرين وكأنها في العصور الحجرية حتي بدأت الحكومة الموريتانية دعاية أخري لقمة إفريقية لن تقل فشلا وعدم جدوائية عن أختها العربية، فماهي دوافع الحكومة الموريتانية للإستضافة القمة الإفريقية ؟ ولم لم تستضفها قبل القمة العربية ؟ وماهي النتائج والحلول المرجوة من القمة الإفريقية المرتقبة في نواكشوط للأزمات الإفريقية ؟ وحول ماذا سيتمحور الخطاب الإفتتاحي الموريتاني للقمة الإفريقية؟
ما إن أعلت الحكومة الموريتانية نيتها استضافة قمة إفريقية حتي ثار جدل كبير في الشارع الموريتاني حولها وانقسم الموريتانيون ما بين مؤيد لها وخذر متوجس منها ومعارض رافض لها، وكذالك انقسمت نخبتهم إلي ثلاثة أقسام ظالم لنفسه ويري أنها ناجحة قبل بدئها ومجرد التئامها علي الأراضي الموريتانية إنجازا ونجاحا للدبلماسية الموريتانية، ومقتصد لايعلق آمالا كبيرة عليها ويري أن مجرد التئامها في غير خية كسابقتها نجاح لها، وسابق بالخيرات ويري أن الوقت غير مناسب والغروف غير مواتية لاستضافة القمة الإفريقية وأنها فاشلة حتي قبل بدئها ولاسبيل لنجاحها إلا إذا كانت ستقدم حلولا جذرية للمشاكل الإفريقية العالقة، التي حتما لن يكون بمقدورها تقديم حلول لها
وأما دوافع الحكومة الموريتانية لإستضافة القمة الإفريقية فليست إلا كدوافعها لاستضافة القمة العربية وترخيص التنقيب عن الذهب والتعديلات الدستورية الأخيرة وغيرهم من المحاولات المتكررة التي قامت بها الحكومة الموريتانية لإشغال الرأي العام عن الأوضاع المزية للوطن والمواطنين والمشاكل العالقة كالصحة والتعليم والجفاف والمجاعة وغيرهم من الأزمات بالإضافة إلي إيهام المواطنين غير المتتبعين للشأن العام بنجاحات وهمية للدبلماسية الموريتانية التي يري الكثيرون أنها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي إذا جاءه لم يجده شيئا، بعبارة أخري كـ “نار الفارسية”
وأما الإستضافة الموريتانية للقمة العربية قبل الإفريقية فيعود إلي شعور الحكومة الموريتانية بدُونية موريتانيا عند الدول العربية وهو ما بدي جليا عند استضافتها للقمة العربية التي تورعت المملكة المغربية عن استضافتها ولم يحضرها جل القادة العرب إضافة إلي تنامي شكوكها في كون موريتانيا عربية حقا لأنها رسميا إفرنكفونية كغرها من الدول العربية التي تنتمي او تتبع سياسيا وثقافيا لمستعمريها أكثر منها عربية، وزيادة علي ذالك فالعرب في الشعب الموريتاني أقلية حتي وإن كانوا هم أصحاب السطوة الثقافة لأسباب تاريخية لا أود الغوص فيها ولا يتسع المجال لذكرها
وأما النتائج والحول للأزمات الإفريقية فلايجد أكثر المتفائلين ما يمكنه التوقع أن القمة الإفريقية المرتقبة في موريتانيا ستنجزه أو تقدم له حلول، فلن تستطيع حلحلة الوضع في ليبيا ولن تستطيع تسوية قضية الصحراء الغربية ولا تخفيف من وتيرة الخلاف بين المغرب والجزائر ولا تسوية القضية الأزوادية وقضية افلان في مالي ولا إيقاف الحرب في جنوب السودان ولاوسط إفريقيا ولا التسوية بين الصوما وحركة الشباب المجاهدين ولا أيضا إيجاد حلول جذرية لأزمات اللجوء إلي اروبا وحل مشاكل الشباب في القارة ولا وضع حد لتجارة وتعاطي المخدرات المنتشرة في ربوع القارة السمراء ولا وضع حد للعنف في غرب إفريقيا والتصدي لبوكوا حرام او التصالح معها ولا معالجة أزمة الحكم التي تثقل كواهل الشعوب وتنهك جسم القارة الخائر ولا كذالك وضع حد للأنقلابات العسكرية ولا ولا ولا ولا… ولن تخرج بأكثر من بيان كالمعتاد يتمني ويدين ويشجب ويستنكر ويثير إشكاليات أكثر بكثير مما يقدم حلول
وأما الخطاب الافتتاح الموريتاني فسيتمحور حول سرد الأزمات الإفريقية ويعرج قليلا علي القضية الفلسطينية وينهمك في المقاربة الأمنية الموريتانية التي عجزت حتي عن تأمين العاصمة الموريتانية نواكشوط بالإضافة إلي المن علي اللاجئين الأزواديين بفتح الحدود لهم والمساعدات التي قدمت لهم المنظمات الدولية وتقاسمها معهم المواطنون الموريتانيون لأنهم للأسف لاجئون أكثر من اللاجئين إضافة إلي الفخر بالإشادة الأممية بالقوات الموريتانية لحفظ السلام وتقتيل الجنود الموريتانيين بوسط إفريقيا في حرب خارج الديار لاناقة لهم فيها ولاجمل وكذي الإشادة بقوة دول الساحل الخمس او سلت جمع التبرعات بالأحري، ولن يخلوا أيضا من سرد الإنجازات الوهمية الموريتانية كالتجربة الدمقراطية والمطار الجديد والموريتانية للطيرن والمجلس الأعلي للشباب وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء وتصدِير الطاقة وما إلي ذالك من الإنجازات الوهمية التي نسمع في كل خطاب
ومهما يكن فسيأتي الأفارقة ويذهبوا كما أتي العرب قبلهم وذهبوا، وتبقي موريتانيا بحالها تتذيل كل التصنيفات الدولية في كافة المجالات سوي المجاعة فهي الدولة الثانية المهددة بها بعد اليمن التي حولها من تداعي لإنقاذ شرعيتها قاعا صفصفا، ومسرحا لتصفية الحسابات الإقليمية، لكن مهما فعلت السلطة الموريتانية فلن تستطيع حجب المأساة والألم بتشييد القصور واستضافة القمم ولو تحت الأكواخ والخيم

 

محمد الأمين سيدي بوبكر

===========================================

كاتب صحفي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى