ritأخبارتقارير خاصة

موريتانيا.. محطة جديدة للآسيويين الراغبين في الهجرة إلى أوروبا

لم تعد العاصمة الموريتانية، نواكشوط، تعجّ فقط بالوجوه الإفريقية الوافدة من دول جنوب الصحراء هرباً من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، بل أصبحت تستقطب جنسيات آسيوية تعتبرها نقطة عبور نحو إسبانيا.

في وسط المدينة، يشد انتباه المارة وأصحاب المحال التجارية وجود شبان آسيويين في مقتبل العمر، يرتدون زياً باكستانياً تقليدياً، وتميزهم بشرتهم القمحية عن الجنسيات الإفريقية التي اعتاد الموريتانيون رؤيتها في بلادهم.

يتجول هؤلاء، ومعظمهم باكستانيون، في الأسواق والشوارع محاولين استكشاف موريتانيا، البلد الذي يبعد عن وطنهم بأكثر من 7 آلاف كيلومتر، لكن نواكشوط بالنسبة لهم ليست سوى محطة مؤقتة قبل الانطلاق في رحلة هجرة غير شرعية على متن القوارب، أملاً في الوصول إلى إسبانيا.

في الفترة الماضية، أحبطت أجهزة الأمن الموريتانية عشرات المحاولات لتهريب مهاجرين أغلبهم من جنسيات آسيوية في طريقهم إلى أوروبا.

هدف لشبكات التهريب

مصدر أمني قال، لـ”الشرق”، إن وتيرة دخول آسيويين، خاصة من باكستان وبنجلاديش، إلى البلاد، ارتفعت منذ منتصف العام 2024.

وأضاف المصدر أن شبكات التهريب باتت تستقطب الآسيويين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تقدم لهم إرشادات مفصلة عن الرحلة الجوية والبرية للوصول إلى موريتانيا، ثم الإبحار إلى جزر الكناري.

قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين قرب سواحل جزر الكناري الإسبانية. 8 يناير 2025 - REUTERS
قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين قرب سواحل جزر الكناري الإسبانية. 8 يناير 2025 – REUTERS

رئيس المرصد الأطلسي الساحلي للهجرة، محمد الأمين ولد خطاري، أرجع هذا التحول إلى الاستقرار النسبي الذي تشهده موريتانيا أكثر من دول أخرى مجاورة، بالإضافة إلى الاضطرابات الأمنية في منطقة الساحل، خاصة مالي.

وقال ولد خطاري لـ”الشرق” إن هذه العوامل جعلت البلاد هدفاً لشبكات تهريب البشر، ما زاد الضغط على قوات أمن موريتانيا التي تواجه تحديات كبيرة في مكافحة الظاهرة.

مسار جديد

ويعبر المهاجرون الآسيويون إلى موريتانيا من خلال منافذ برية غير قانونية عبر الحدود مع مالي والسنغال، بعد ذلك يستقرون مؤقتاً في نواكشوط استعداداً للانطلاق نحو سواحل المحيط الأطلسي قبالة نواكشوط أو نواذيبو لاستقلال قوارب متجهة إلى إسبانيا.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري غرق قارب أبحر من موريتانيا وعلى متنه مهاجرون بطريقة غير قانونية بينهم باكستانيون.

وكشفت منظمة “ووكينج بوردرز” الإسبانية عن سقوط 50 شخصاً كانوا في طريقهم إلى جزر الكناري، بينهم 44 باكستانياً.

وسبق أن أوقفت السلطات الموريتانية في نوفمبر، عدداً من الباكستانيين الذين دخلوا البلاد عبر الحدود مع مالي، وأعلنت ترحيلهم إلى وطنهم.

 

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى